الحوار يقربنا من إنسانيتنا

 

بقلم: الشيخ فهد سالم العلي الصباح

 
شكل الحوار، منذ أن استقرت المجتمعات البشرية، الوسيلة الحاسمة في إرساء قواعد التفاهم، فكان الطريقة الفضلى في تكريس السلام الاجتماعي، ناهيك عن مساهمته في إثراء المعارف وتطور التفكير.
يختلف الحوار عن النقاش من حيث أنه يمكن أن يفضي إلى حقيقة ما، لكن لم تكن لتجد طريقها إلى الواقع لولا إيجابية هذا الحوار، أما النقاش فإنه يمثل الصراع بين فكرتين متناقضتين ينتهي بالغاء إحداهما، أو قيامة الصراع بينهما..
من هنا تكمن أهمية الحوار على أساس أنه يمهد لتكامل فكرتين أو أكثر، والوصول إلى فكرة أخرى تتضمن الإيجابيات المختلفة، والتي تتآلف بعد اختلاف، وبالتالي تشكل أرضية التكامل وتضمن التطور وتقدّم طرائق التفكير.
وبالرجوع إلى بداية سيادة العقل البشري، إبان نشوء الفلسفة اليونانية، نجد الأب الشرعي لهذه الفلسفة وهو سقراط، يعتمد الحوار وسيلة إلى تعريف ناجمة للتعليم، ومقدمة لفهم الأفكار والوصول إلى تعريف القيم والمفاهيم المجردة وكذلك فعل أرسطو وغيره من الفلاسفة، وصولاً إلى تطور المباحث والحوارات في مراحل متأخرة لدى تشكل المدارس الفلسفية، وتشعب مباحثها.
ولا يمكن اعتبار نظرية الديالكتيك عند هيجل على أنها تتويج هذا الحوار الذي تحتمله نظريتان، والذي يؤدي إلى نشوء الفكرة الثالثة التي تضمن تطور الفكر وراء ارتقاءه، وتضع حداً للصراع والاختلاف.
وإذا كانت النظرية تشكل عصب تطور الفكر فإنها تجعل من الحوار عموده الفقري، وسُلّم ارتقائه، هكذا صار الحوار مقدمة أولى لإرساء قواعد الفلسفة وتبعاً لذلك فقد اكتسب منهجية منطقية حددت أصوله وضوابطه بحيث مهّد لوجوب الاعتراف بالآخر وعدم تجاهله وعدم أخذ أكاره بعين الاعتبار، لذلك يمكننا الاستنتاج بأن الحوار البناء والبعيد عن المناكفة والنقاش يقودنا، بالضرورة، إلى المناخ الديمقراطي في مجمل نواحي الحياة، بحيث يكون الحوار الهاديء والمنطقي طريقة حياة تتصل بكل نواحي المجتمعات، وينتج عنه التفاهم واللقاء حول القيم المرتبطة بالعدل والخير والسلام، لأنه يبعد المتحاورين عن الأنانية البغيضة، وعن تأثير الغرائز والميول الفردية، والتي غالباً ما تنحرف بالنقاش عن الموضوعية، ولكنه وبالحوار البناء والحضاري يمكن تحاوز هذه السلبيات وبلوغ الهدف الأسمى في مزيد من التكامل والسلام.
بناء على ما تقدم، فأننا مدعوون إلى اللجوء إلى الحوار، واعتماده نمط تفكير وأسلوب تعايش لأنه الطريقة الفضلى لإلغاء الحواجز النفسية التي غالباً ما تكون أساس  الصراعات بين الأفراد، وتعمل على الإقصاء والنبذ، بينما الحوار يقربنا من إنسانيتنا، ويأخذ بأيدينا إلى الطريق المفضي إلى الحقيقة، ويساعد أفكارنا على أن تنمو وتتطور بعيداً عن سلبيات التعارض والتناقض.

 

 

احمي وجدانك الانساني أيها القاضي كي لا تخسره على موائد أصحاب القلاقل والمفسدين، لأن فسادهم سوف يدمرك وبك سيدمر كل شيء ممكن.  تتمة

 

تتمة

فهد السالم: الأجيال القادمة ستتعلم كيف تُصنع الفتن وستتناقل صراعاً جديداً لا ذنب لها فيه

تتمة

الشيخ فهد سالم العلي الصباح: الإصلاح ومكافحة الفساد.. بين رغبة القيادة وواقع السياسة

تتمة

الشيخ فهد سالم العلي الصباح: الكويت ستحبً أمير القلوب إلى الأبد!

تتمة

الشيخ فهد سالم العلي الصباح: اتصالكم يا صاحب السمو منحني القدرة لتجاوز آثار الإعتداء الجبان

تتمة

فهد السالم: المعارضة الديمقراطية شكلاًً راقياً من أشكال الاعتراض على منهجية الحكم

تتمة

فهد السالم: سبعة عقود من الزمن مرّت والعرب والمسلمون يزيدون ضعفاً 

تتمة

فهد السالم: يميل السياسيون إلى تأمين مصالحهم ومصالح من يدعمهم سواءاً كانوا أحزاباً أو طبقات 

تتمة

فهد السالم: السلوك النفعي حتّم حالة الصراع المبطن ويميل إلى تكريس الإنعزال

تتمة
 
الشيخ فهد سالم العلي: التطرف يحارب بنشر الوعي والمعرفة
الشيخ فهد سالم العلي يرفض وينتقد سياسة "الأمن بالتراضي"
الشيخ فهد سالم العلي متخوف من عودة الحرب الأهلية إلى لبنان
الشيخ فهد سالم العلي: مهما واجهتنا عوائق علينا أن نتوحد تحت شعار حب الكويت
الشيخ فهد سالم العلي يحمّل أطراف النزاع في سوريا مسؤولية حصار مخيم اليرموك
قصة وطننا
الشيخ فهد سالم العلي الصباح: بعض وسائل الإعلام اتخذت من مكانتها منبراً لإثارة الفتن
الشيخ فهد سالم العلي الصباح: "نقطة" استعمرتنا وسرقتنا وامتلكتنا
الشيخ فهد سالم العلي الصباح: نحن مدعوون إلى الإلتفاف حول خصوصية الكويت
الشيخ فهد سالم العلي الصباح: الإسلام يرفض اللجوء إلى العنف
الشيخ فهد سالم العلي الصباح: الثقافة والسياسة يختلفان حدّ التناقض
الشيخ فهد سالم العلي الصباح: الدبلوماسية وسياسة تدوير الزوايا
الشيخ فهد سالم العلي الصباح: السياسة النفعية في خدمة رأس المال
الشيخ فهد سالم العلي الصباح: العقد الإجتماعي ضمانة مجتمع سليم
الشيخ فهد سالم العلي الصباح: المجتمعات الصناعية تكرّس السلوك النفعي
الشيخ فهد سالم العلي: التطرف يحارب بنشر الوعي والمعرفة
الشيخ فهد سالم العلي يرفض وينتقد سياسة "الأمن بالتراضي"
الشيخ فهد سالم العلي متخوف من عودة الحرب الأهلية إلى لبنان
الشيخ فهد سالم العلي يحمّل أطراف النزاع في سوريا مسؤولية حصار مخيم اليرموك
قصة وطننا
قصة وطننا
الحوار يقربنا من إنسانيتنا
نقطة غيرت كل شيء
الماحـــل والعدالـــة اليتيمة
المعارضة الديمقراطية وأنظمة الحكم
Copyright © 2024, fahadalsabah.com - All rights reserved.